الخميس، 16 يوليو 2015

مصر_تنظيم 'الدولة الإسلامية' يتبنى هجوما على زورق للبحرية المصرية

بي بي سي عربية: يقول مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في مصر إنهم أطلقوا صاروخا موجها على زورق تابع للبحرية المصرية في البحر المتوسط شمال مدينة رفح قبالة ساحل محافظة شمال سيناء. وقال التنظيم إن الهجوم أسفر عن تدمير الزورق وقتل طاقمه. وصدر هذا الإعلان باسم تنظيم الدولة الإسلامية، "ولاية سيناء"، مصحوبا بصور تظهر الهجوم. ونشر الإعلان على حساب تابع للتنظيم على موقع تويتر، بحسب ما ذكره موقع (سايت) الذي يراقب المواقع الإسلامية. وهذه - فيما يبدو - هي المرة الأولي التي يعلن فيها التنظيم المسؤولية عن هجوم بحري.
وكان الجيش المصري قد قال في وقت سابق إن زورق حراسة اشتعلت فيه النيران، بينما كان الجيش يتبادل إطلاق النار مع مسلحين على الساحل. وقال الناطق باسم الجيش على صفحته على فيسبوك "اشتبه طاقم اللنش فى تحركات بعض العناصر الإرهابية على الساحل (البحر المتوسط) فقام عناصر الطاقم بمطاردة العناصر المشتبه بها وحدث تبادل لإطلاق النيران مما أسفر عن اشتعال النيران". وأشار الناطق العسكري إلى أن الحادث انتهى "دون حدوث خسائر فى الأرواح" في صفوف الجيش المصري. وكانت السلطات المصرية قد أصدرت قانونا جديدا يهدد بعقوبات قاسية أي شخص يناقض أرقام الإصابات الرسمية التي تصدرها الحكومة.
وتعد شمال سيناء المسرح الرئيسي للمواجهات المتواصلة بينهم وبين الجيش المصري منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في يوليه/تموز 2013.
ومنذ عزل مرسي تكثفت الهجمات المسلحة في مصر مستهدفة بشكل خاص قوات الأمن في سيناء، حيث قتل مئات من رجال الجيش والشرطة. وكان أكثر الاعتداءات دموية قد وقع في شمال شبه جزيرة سيناء حيث تبنى الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية سلسلة هجمات دامية على الجيش في الأول من يوليه/تموز. وأفاد الجيش بمقتل 21 جنديا في أعمال عنف وقعت مؤخرا.

الجمعة أوّل أيام العيد بعدد من الدول الإسلامية

العربي الجديد: أعلن التلفزيون السعودي، مساء اليوم الخميس، أن غداً الجمعة هو أول أيام عيد الفطر المبارك، بعدما ثبت بالرؤية، وعليه، فإن اليوم هو المتمّم لشهر رمضان. وتتبع كثير من الدول العربية والإسلامية الرؤية في السعودية، وتلتزم الفطر في الموعد الذي تعلنه السعودية.وقال بيان المحكمة العليا في السعودية، إن هلال شهر شوال شوهد في السعودية في عدة مناطق، مثل السدير والطائف والحريق والشقراء، من خلال لجان الترائي المنتشرة في أنحاء مختلفة من المملكة لتحرّي هلال شهر شوال.
وأعلن تلفزيون قطر الرسمي، مساء اليوم، أن اليوم الخميس هو المتمّم لشهر رمضان، وأن غداً الجمعة أول أيام عيد الفطر المبارك. وأعلن قاضي القضاة الأردني أحمد هليل، مساء اليوم الخميس، أن غدا الجمعة، هو أول أيام عيد الفطر في الأردن. وأعلنت الجهات الرسمية المسؤولة في عدد من الدول الإسلامية رؤية هلال شوال، ما يعني أن اليوم الخميس هو المتمم لشهر رمضان المبارك، وأن غداً الجمعة هو الأول من شهر شوال، وأول أيام عيد الفطر المبارك. وأعلن في كل من أستراليا والصين وإندونيسيا وماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، وكذا في تركيا وعدد من دول البلقان، أن غداً الجُمعة هو الأول من شوال وعيد الفطر لهذا العام. في حين أعلنت سلطنة بروناي أن يوم الجُمعة هو المُتمم لشهر رمضان المُبارك، وأن يوم السبت هو أول أيّام عيد الفطر، بسبب تعذُّر رؤية الهلال.

وقال التقرير الفلكي لرؤية هلال شهر شوال، الصادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عمان، إن هناك استحالة في رؤية الهلال في جميع محافظات السلطنة، مساء اليوم، بحسب الحسابات الفلكية، حيث سيكون القمر في مرحلة الاقتران في مسقط عند الساعة الخامسة وأربع وعشرين دقيقة صباحاً بتوقيت السلطنة، وسيغرب عند الساعة السابعة وأربع دقائق مساءً، وستغرب الشمس عند الساعة السادسة وست وخمسين دقيقة مساءً، أي سيغرب الهلال بعد غروب الشمس بحوالى ثماني دقائق، وعلى ارتفاع عن الأفق الغربي بمقدار درجة واحدة، لذا تصعب رؤية الهلال في العاصمة مسقط. ولم تعلن نتيجة الرؤية بعدُ في كثير من الدول العربية، حيث يواصل الراصدون الفلكيون لهلال شهر شوال المتابعة لتحري ظهور الهلال من عدمه.

ليبيا_الجزائر ترفض مشاركة 'إرهابيين' في الحوار الليبي

وكالات: أكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائريّة عبد العزيز بن علي الشريف رفض الجزائر مشاركة الجماعات المصنفة من قبل الأمم المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية في الحوار الليبي، وذلك بعد توقيع الفرقاء الليبيين على مسودة الاتفاق الرابعة التي تقدّم بها المبعوث الأممي برناردينو ليون. وأكّد بن علي الشريف، وفق ما نقلت صحيفة "البلاد" المحليّة، بأن الجزائر تعرب عن ارتياحها للأشواط التي تم قطعها في مسار الحوار الليبي الشامل بقيادة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا برناردينو ليون من أجل التوصل إلى حل للأزمة في هذا البلد. وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائريّة قائلا "نتابع باهتمام مسار الحوار الوطني الليبي الشامل بقيادة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا برناردينو ليون ونعرب عن ارتياحنا للأشواط التي تم قطعها في مسار الخروج من الأزمة".
وأضاف بن علي الشريف الشريف وفق ما نقلت الصحيفة قائلا "نسجل الخطوات الإيجابية في مسار التسوية السياسية والسلمية للأزمة في ليبيا وندعو كافة الفاعلين والأطراف المشاركة، باستثناء الجماعات المصنفة من قبل الأمم المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية إلى وضع المصلحة العليا للشعب الليبي فوق كل اعتبار من خلال تنازلات متبادلة وضرورية من أجل ضمان الوحدة الترابية لهذا البلد الشقيق والحفاظ على سيادته وتماسك شعبه مما سيمكن من إنشاء مؤسسات دائمة وتعبئة كافة القدرات والطاقات لضمان استقرار ليبيا ومحاربة الإرهاب بشكل فعال". مؤكدا أن الجزائر "ستواصل من جهتها تقديم إسهامها في عملية بناء السلام في هذا البلد الشقيق والمجاور".

ألمانيا تشدد على التمسك بـ'قواعد اليورو'

سكاي نيوز عربية: قال وزير المالية الألمانية فولفغانغ شيوبله إنه يتعين على منطقة اليورو أن تحافظ على قواعدها ونظامها، بينما تتفاوض على خطة إنقاذ مالي جديدة مع اليونان، التي تقول برلين إنها تستبعد أي خفض صريح لديون أثينا في المنطقة. وأضاف شيوبله في تصريحات لراديو "دويتشلاند فونك"، الخميس، إن المفاوضات ستحدد ما إذا كانت حزمة إنقاذ جديدة ممكنة في ظل الاحتياجات اليونانية المتزايدة أم لا. وأردف وزير المالية قائلا "سنفتح مفاوضات، ونبذل أقصى جهد ممكن، لكن ينبغي الحفاظ على القواعد لأن أوروبا قائمة على مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون". ويتخذ شيوبله موقفا متشددا من الأزمة اليونانية، حيث أشارت ورقة خارجة من وزارته الأسبوع الماضي إلى احتمال خروج طوعي مؤقت لليونان من منطقة اليورو.
وقال الوزير الخميس "قد تكون هذه أفضل وسيلة لليونان، وهو ما يقوله الكثيرون على نحو متزايد هناك". وفي السياق ذاته، قال شيوبله إن موافقة البرلمان اليوناني على حزمة تدابير تقشف "خطوة مهمة"، لكنه حذر من أن المحادثات بشأن اتفاق نهائي لحزم الإنقاذ سيكون صعبا، مشيرا إلى أن أي خفض صريح للديون سيتعارض مع إبقاء اليونان داخل اليورو. وطالب دائنو اليونان باستفتاء يوناني، قبل فتح مفاوضات إنقاذ كاملة. ومن المتوقع أن يصوت البرلمان الألماني على ذلك الجمعة، وقال شيوبله إن جعل الديون اليونانية مستدامة سيكون أمرا صعبا. وتقول برلين إن تخفيض الديون سيكون غير قانوني. وأضاف: "لا أحد يعرف في الوقت الراهن كيف يفترض العمل دون تخفيض الديون.. والجميع يعرف أن تخفيض الديون يتعارض مع العضوية في هذا الاتحاد النقدي (منطقة اليورو)".

ليبيا_حفتر يتفقد محاور القتال في بنغازي

ليبيا المستقبل: تفقد القائد العام للقوات الموالية للحكومة الليبية المؤقتة، الفريق أول خليفة حفتر، ليل الأربعاء – الخميس، محاور القتال في مدينة بنغازي ووقف على آخر التطورات وسير المعارك. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصدر عسكري قوله، إن الفريق أول خليفة حفتر أفطر مع عدد من الجنود في أحد محاور القتال. وأوضح المصدر أن المحاور التي زارها اليوم الفريق أول الركن خليفة حفتر تضمنت “محور بوعطني، وسيدي فرج، وقد أفطر الجنود معه إفطارا جماعيا خلال هذه الزيارة التي رافقه فيها اللواء عبدالرازق الناظوري رئيس الأركان العامة، والعميد ركن طيار صقر الجروشي رئيس أركان القوات الجوية، وأمر منطقة بنغازي العسكرية العقيد سالم العبدلي، ورئيس غرفة عمليات الكرامة في بنغازي العقيد علي الثمن”. ووفقا للمصدر فإن حفتر حث جنوده على المضي قدما في معركة الوطن ورفع معنوياتهم، لافتا إلى أن القيادة العامة وفرت الذخائر والعتاد لحسم معركة بنغازي قريبا، بحسب ما ذكرت الوكالة.

ليبيا_الصحة تبحث توفير أدوية لعلاج فيروس سي

ليبيا المستقبل- وكالات: بحث وزير الصحة بالحكومة المؤقتة الدكتور رضا العوكلي مع رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم الشرق الأوسط الدكتور علاء الدين علوان سبل توفير العلاج لمرضى التهاب الكبد الوبائي في ليبيا. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة أحمد العليقي عبر تصريحات صحافية إنَّ العوكلي اتفق خلال لقائه مع علوان بالعاصمة المصرية القاهرة أمس الثلاثاء على توفير كميات من علاج التهاب الكبد الوبائي بأسعار زهيدة .وأضاف العليقي بأنَّ وزارة الصحة لم تتفق حتى الآن على آلية توريد هذه الأدوية إلى ليبيا ,مؤكداً بأن ذلك سيتم مناقشته خلال الفترة المقبلة.

اليمن_وزراء من حكومة عبد ربه منصور هادي يعودون إلى عدن

بي بي سي: عاد إلى اليمن عدد من وزراء الحكومة المعترف لها دوليا من المنفى. ووصل الوزراء يرافقهم عدد من كبار مسؤولي الاستخبارات اليمنية فجر الخميس إلى مطار مدينة عدن، جنوب البلاد قادمين من السعودية، على متن طائرة هليكوبتر، حسبما قالت وكالة رويترز للأنباء.وعلمت بي بي سي من مصادر أمنية في المطار أن وزيري النقل والداخلية ورئيس جهاز مخابرات الأمن القومي، علي الأحمدي، ومسؤولين آخرين ذوي صلة بأجهزة الخدمة المرتبطة بالمواطنين من بين الشخصيات العائدة. وكان مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية قد أكد لبي بي سي أن بقية أعضاء السلطة الموجودة في الرياض، سيعودون إلى عدن تباعا لممارسة مهامهم.
وحسب المصادر، تشمل تلك المهام "ترتيب استعادة بقية المدن اليمنية التي لا يزال يسيطر عليها الحوثيون" بعد نجاح المقاتلين الموالين لهادي في استعادة أجزاء كبيرة وحيوية من عدن، من بينها المطار، وميناء المعلا، وأحياء كريتر وخور مكسر، ومنطقة رأس عمران وجبل حديد ومعسكر بدر. وأصدر هادي فجر الخميس قراراً رئاسيا بتعيين اللواء سيف الضالعي نائبا لرئيس هيئة أركان الجيش للشؤون الفنية. ويقيم منصور هادي في السعودية بعد فراره من اليمن في شهر مارس/آذار الماضي بعد تمكن الحوثيين من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء كبيرة من البلاد. وجاء وصول وزراء ومسؤولي حكومة هادي إلى عدن بعد يوم واحد من إعلان قوات الجيش ومسلحي ما يسمي بـ"لجان المقاومة الشعبية" الموالين لهادي من طرد الحوثيين والمقاتلين الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من عدن. وكانت طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية قد دعمت القوات الموالية لهادي في المعارك.

ايران_بعد اتفاق إيران والغرب.. معادلات القوى في الشرق الأوسط تحتاج لمراجعة

العرب اللندنية: بغض النظر عن طبيعة الاتفاق الموقع في فيينا بشأن برنامج طهران النووي، يبدو أنّ الطرف الإيراني نجح في تحقيق تقارب فعلي بشروط ومعايير تخدم مصالحه ونزعاته التوسعية وذات اتصال وثيق بالدور الإقليمي الذي يريد أن يلعبه في المنطقة، وهو ما يدفع البلدان العربية أكثر من أيّ وقت مضى إلى ضبط إستراتيجية تأخذ بعين الاعتبار مجمل التداعيات التي يمكن أن تنجر عن هذا الاتفاق المراوغ. ويقول خبراء إن خطوة الرئيس الأميركي الديمقراطي باراك أوباما لا تقلّ خطورة عن خطوة سلفه الجمهوري ريتشارد نيكسون الذي ساعد إيران، في عهد الشاه رضا بهلوي، على إطلاق برنامجها النووي في نهاية تسعينات القرن الماضي، دون الاحتياط من العواقب. وقد دعمت إدارة نيكسون الشاه الذي قوّى حظوظه لدى الأميركيين برفضه المشاركة في إعلان حظر النفط، الذي فرضته السعودية، ومعها الدول النفطية العربية، كأداة ضغط على الولايات المتحدة الأميركية.
ومثلما استغلّ نيكسون الأوضاع الحرجة في المنطقة العربية في تلك الفترة، للحد من انتشار النفوذ السوفييتي ومعاقبة العرب على قرار حظر النفط، مثّلت الأوضاع التي تضرب الشرق الأوسط منذ سنوات، فرصة للرئيس الأميركي باراك أوباما، ليدخل التاريخ لا فقط باعتباره أول رئيس أميركي من أصول أفريقية، بل أيضا باعتباره الرئيس الذي أنهى أسطورة شعار "الشيطان الأكبر" وتحالف مع إيران التي تروّج لنفسها كحليف قوي في الحرب ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية الذي أجبر أوباما على التراجع عن وعده بالانسحاب العسكري التام من العراق. وانطلاقا من هذه المقارنة التاريخية، يقول الخبراء إن الأميركيين لم يتّعضوا من أخطائهم في التعامل مع إيران، فالشاه بهلوي انقلب على إيران، بعد أن تطوّر طموحه النووي لدرجة أنه لجأ للروس لتطوير مفاعلاته النووية، فما كان من واشنطن إلا دعمت ثورة آية الله الخميني الذي انقلب بدروه عليها، إثر وصوله للسلطة، واعتبر أن الولايات المتحدة هي "الشيطان الأكبر". ويبدو أن أوباما يسير في نفس الطريق ضاربا بعرض الحائط التحذيرات الأميركية، قبل العربية، التي تؤكّد أن الاتفاق النووي لن يردع إيران عن المضي قدما في مخطّطاتها التوسعية، التي تهدد مصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الباحث في تاريخ العلاقات الدولية مكرم رباح إن "أوباما اعتمد سياسة منفرة تؤدي إلى خصومة مع حلفائه في المنطقة لأنه مهتم بتسجيل هذا الاتفاق كإنجاز ضمن إرثه الرئاسي، لكن أي رئيس بعده سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا سيعتمد بالتأكيد سياسة انفتاح مع السنة من خلال حوار شامل لإعادة تحقيق التوازن في المنطقة"، مضيفا أن "الأنظمة القمعية مثل إيران لديها سجل سيئ في الالتزام بالاتفاقيات الدولية". وقد اتهم المجلس الأميركي للسياسة الخارجية فريق واشنطن للتفاوض النووي بإعلاء التوصل لاتفاق نووي والتغاضي عن الأصوات الأخرى التي لا تشاطره رؤيته بأن إيران تشكل شريكا إستراتيجيا محتملا وفرصة إستراتيجية للولايات المتحدة.
بدوره، يشير ريتشارد هاس، مدير مجلس العلاقات الخارجية الأميركي إلى أن هذا الاتفاق لن يغير من الواقع شيئا، بل يمكن أن "يجعل هذا الاتفاق الأمور أكثر سوءا"، وينبّه هاس، في تحليل نشره موقع "بروجكت سانديكيت"، إلى أنه لا ينبغي الخلط بين النتيجة التي تم التوصل إليها في فيينا، وحلّ مشكلة طموحات إيران النووية أو مساهماتها في الاضطرابات الجارية في منطقة الشرق الأوسط. ويضيف هاس مؤكدا أن "لا شيء يستبعد التعاون الانتقائي مع إيران، سواء كان ذلك في أفغانستان أو سوريا أو العراق، إذا تداخلت المصالح. ولكن يجب أن تسود الواقعية أيضا. فالفكرة التي تقول إن الاتفاق النووي سيؤدي إلى تعديل التطرف الإيراني وكبح جماح الطموحات الإيرانية الإستراتيجية لا ينبغي أن تكون السيناريو الأساسي لأي شخص. وفي الواقع، إن ظهور إيران أكثر قدرة من أي وقت مضى، بدلا من بلد يمر بمرحلة تحول، من المرجح أن يكون، خلال الأعوام المقبلة، أحد التحديات الرئيسية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، إن لم يكن العالم بأسره.
أزمة إيران
يلاحظ الخبراء أن أزمة إيران الكبرى ليست في الأموال، فهي لم تتصرف يوما كدولة تعيش تحت حصار اقتصادي دولي قاصم، بل بالعكس، موّلت حزب الله وحركة حماس، ودعمت أذرعها في العراق واليمن، وفي أنحاء مختلفة من المنطقة. ويشير الخبراء إلى أن أزمة إيران ارتبطت أكثر بعزلتها الجيواستراتيجية، فإيران تفتقر لحدود جغرافية وموقع يسهّل الدفاع عنها، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي يغلب على سكانها التشيع والحديث بالفارسية، إلى جانب كونها تفتقد لتحالفات ذات أهمية ورابحة مع القوى الإقليمية المؤثّرة. وبالتالي هي تحتاج إلى روافد تكون مراكز قوّة لها. ويقول خبراء إن أبرز نتائج التدخّل الإيراني في الشرق الأوسط ستكون استمرار النزاعات العسكرية وازدياد التطرف السني الشيعي في المنطقة. ويؤكّد مدير مركز فارس لدراسات شرق المتوسط، في كلية فلتشر في بوسطن الأميركية، نديم شحادة، أن “هذا الاتفاق لن يؤدي إلى سلام في المنطقة بل سيجعلها في حالة حرب”، مشددا على أنه “سيؤدي إلى تقوية التطرف في الجهتين السنية والشيعية”.
ولا يخالف الكاتب البريطاني روبتر فيسك، الرأي القائل إن الاتفاق النووي الإيراني سيزيد من حالة الاسقطاب الطائفي بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط. ويشير في تحليله في صحيفة “اندبندنت” إلى أن الاتفاق الأخير الذى جمع بين إيران ومجموعة دول الست يتجاهل غضب إسرائيل والخليج العربي، وقد تؤوله بعض الجهات العربية انحيازا أميركيا للشيعة في الحرب الطائفية التي تغطى المنطقة. ويتوقّع فيسك أن يثير الاتفاق الأخير زلزالا إستراتيجيا في المنطقة، وقد يعود بإيران إلى دورها السابق في عهد الشاه كشرطي على المنطقة. ولا يزال هناك الكثير من العمل أمام أوباما لترسيخ الاتفاق الذي يرفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية. وعليه الآن إقناع الكونغرس المتشكك بعدم تخريب الاتفاق، فيما يطمئن حلفاءه مثل إسرائيل والسعودية اللتين تخشيان تنامي قوة إيران واتساع نفوذها في المنطقة. وفي ظل إمكانية فوز مرشح جمهوري بالرئاسة الأميركية عام 2016، يجب على أوباما أيضا ضمان ألا يلغي خليفته الاتفاق.
وعبر عن هذه الشكوك، رئيس مجلس النواب الأميركي جون بوينر، حين قال إن “الجمهوريين في الكونغرس قادرون على تجميد الاتفاق النووي الإيراني، في حال عدم قبولهم إياه”، مؤكدا على ضرورة مصادقة الكونغرس عليه. فيما عبر عدد من الطامحين للرئاسة الأميركية من الحزب الجمهوري عن تشككهم بشأن الاتفاق الذي وصفه، السيناتور الجمهوري جون ماكين بأنه “اتفاق سيئ”. وذهب بعض الأعضاء الجمهوريين البارزين إلى ما هو أبعد من ذلك في انتقاداتهم فقال جون بينر، رئيس مجلس النواب، إن أوباما تخلى عن أهدافه من المفاوضات ووعد بمحاربة اتفاق سيئ. وأضاف في بيان “بدلا من منع انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط يرجح أن يذكي هذا الاتفاق سباقا للتسلح النووي على مستوى العالم”.
رهان أوباما
يمثل عقد اتفاق نووي مع إيران أكبر رهانات السياسة الخارجية لرئاسة باراك أوباما للولايات المتحدة وإنجازا قد يخلد اسمه، لكنه قد يحقق أيضا نتائج عكسية إذا استغلت طهران أي ثغرات أو صعدت التوترات في منطقة الشرق الأوسط. وقد حاول الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مناسبات عديدة طمأنة حلفاء الولايات المتحدة الخليجيين، بشأن الاتفاق النووي مع إيران، إلا أنه فشل في إقناع لا فقط القادة الخليجيين، بل أيضا الأميركيين والمسؤولين الغربيين، غير الواثقين في صدق نوايا إيران؛ فالتدخلات الإيرانية المستفزة في العراق ولبنان واليمن وسوريا تؤكّد أن طهران لن تتخلّى عن مؤامرتها وخططها التوسعية، بل إن رفع العقوبات عليها سيزيد من إصرارها على تحقيق هذه الأهداف. ويخشى الكثيرون أنه حتى إذا لم تكن هناك أنشطة علنية إيرانية لصنع قنبلة، فإن إيران ستظل دولة على أعتاب التسلح النووي ويمكنها المنافسة في السباق بمجرد أن تنتهي فترة القيود على أنشطتها لتخصيب اليورانيوم في غضون عشر سنوات. 
وسيدع هذا الإدارة الأميركية المقبلة أمام خيار الدخول في حرب لوقف إيران، ستكون فيها دون حلفائها التقليديين، حيث أنها ستكون قد خسرت حلفاءها العرب دون أن تكسب إيران التي ستمضي في سياسة المراوغة، وهو ما يستدعي من المجتمع الدولي صياغة خطة ردع بديلة في حال إخلالها بالتزاماتها. لكن ريتشارد دالتون، يؤكد في مقاله في “الغادريان” أن هناك أحكام فعالة للوقاية في حال تملصت إيران من تعهداتها، حيث ينص الاتفاق على ردع إيران في حال اختراقها لبنود الاتفاق عبر استخدام المرافق النووية القائمة أو أخرى سرية. وهناك أحكام باستعادة العقوبات بشكل سريع في حال حدوث أي انتهاكات؛ بالإضافة إلى ذلك، فإن الخيار العسكري لا يزال مطروحا على الطاولة.

افغانستان_الملا عمر: المحادثات بين كابول وحركة طالبان 'شرعية'

وكالات: عبر زعيم طالبان الملا محمد عمر الاربعاء عن دعمه لمحادثات السلام التي تجري بين الحركة والحكومة الأفغانية واصفا اياها بأنها "شرعية"، وذلك في اول رسالة له منذ بدء هذا الحوار في باكستان الاسبوع الماضي برعاية الصين والولايات المتحدة. وكانت عواصم الدول الكبرى والأمم المتحدة رحبت بهذا الاتصال الاول المباشر الاسبوع الماضي بين وفد من طالبان والحكومة الأفغانية بهدف فتح الطريق لمحادثات سلام من اجل احلال الاستقرار في بلد يشهد منذ اكثر من عقد حركة تمرد اسلامي. وفي رد الفعل الاول هذا الذي نشر على الموقع الرسمي لحركة طالبان، لم يذكر الملا محمد عمر بشكل واضح هذه الدورة التمهيدية، لكنه عبر عن موافقته على اجراء محادثات لاحلال السلام في البلاد. واكد الزعيم الغامض للحركة الذي يلقبه اعضاء طالبان "بأمير المؤمنين" انه "بموازاة الجهاد المسلح، تشكل الجهود السياسية والطرق السلمية مبدأ اسلاميا شرعيا".
واضاف في هذا النص الطويل الذي نشر بمناسبة عيد الفطر الذي يصادف في نهاية الاسبوع الجاري "عندما نتمعن بمبادئنا الدينية ندرك ان اللقاءات وحتى الاتصالات السلمية مع الاعداء ليست محظورة". ومن المقرر اجراء المحادثات المقبلة بعد عيد الفطر، لكن رئيس السلطة التنفيذية في افغانستان عبد الله عبد الله قال إنه لا يعرف متى ولا اين ستنظم. ويقول خبراء ان الملا عمر يعيش في مكان سري في باكستان المجاورة حيث لم يظهر يوما. وتتحدث شائعات من حين لآخر عن وفاته. وقد دفع غيابه وصمته واحتمال القاء السلاح بعد فترة، بعض مقاتلي طالبان الى مبايعة تنظيم الدولة الاسلامية الذي بات ناشطوه منتشرين بقوة في شرق افغانستان على الحدود مع باكستان. وفي الاسابيع الماضية، جرت معارك طاحنة بين الفصيلين فيما قتل كوادر في تنظيم الدولة الاسلامية بينهم زعيم فرعه في باكستان وافغانستان حافظ سعيد خان، وناشط منذ البداية يدعى شهيد الله شهيد بضربات لطائرات بدون طيار في هذه المنطقة.
ومطلع الاسبوع الجاري، نشر تنظيم الدولة الاسلامية "فتوى" تدعو كل المقاتلين في المنطقة الى اعلان ولائهم لزعيم التنظيم ابو بكر البغدادي. وفي هذه "الفتوى" التي نشرت في النشرة الدعائية للتنظيم، يتهم "الدولة الاسلامية" الملا محمد عمر بأنه قائد "قومي" يريد السيطرة على افغانستان ويرفض اقامة دولة "خلافة" عالمية الهدف الأخير للتنظيم. وتشير "الفتوى" ايضا الى ان الملا عمر لا يمكنه قيادة اي "خلافة" لانه ليس "قرشيا" مثل ابو بكر البغدادي الذي يدعي انه كذلك. وتعقّد حالات الالتحاق بتنظيم الدولة الاسلامية مهمة الملا عمر الذي يواجه انهاك القادة بعد عقد من الحرب وشكوك آخرين في جدوى تقارب مع كابول باشراف الصين والولايات المتحدة القوتين العظميين اللتين باتتا تسعيان معا الى احلال الاستقرار في افغانستان. وكان عدد من القادة الميدانيين لطالبان يتساءلون علنا الاسبوع الماضي عن شرعية المقاتلين الذين حضروا هذه الجولة المباشرة الاولى من المفاوضات، مما يطرح تساؤلات كبيرة عن وحدة الحركة المتمردة. والدليل الاضافي على صعوبة وضع خط واضح هو ان الملا عمر اكد في رسالته ان "المكتب السياسي" هو السلطة الوحيدة المخولة دون ان يسمي الكوادر المكلفين هذه المفاوضات. على الأرض، ما زال مقاتلو طالبان بعيدين عن وقف القتال. فقد ضاعفوا في الاشهر الاخيرة الهجمات وما زالوا يطالبون برحيل جنود حلف شمال الاطلسي البالغ عددهم 12 الفا و500 ولم تعد مهمتهم سوى تقديم النصح والتأهيل للجيش الافغاني. وفي هذا الاطار، اتسمت الأيام الاخيرة من رمضان بالعنف، فمساء الاحد ادى هجوم انتحاري بالقرب من قاعدة للحلف الاطلسي في خوست الى سقوط 33 قتيلا.

امريكا_أوباما: الاتفاق النووي يعرقل طموحات إيران

أوباما: الاتفاق النووي يعرقل طموحات إيران..
وأفضل وسيلة لتجنب مزيد من الحروب في الشرق الأوسط
صحيفة الشرق الأوسط: دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة، أمس، عن «الاتفاق النووي»، المبرم مع إيران قائلا إنه «هو أفضل وسيلة لتجنب سباق تسلح ومزيد من الحروب في الشرق الأوسط. وقال أوباما في مؤتمر صحافي أمس، في إطار جهوده للترويج للاتفاق النووي الإيراني «من دون اتفاق.. لن تكون هناك قيود على برنامج إيران النووي وسيكون بمقدور إيران الاقتراب من صنع قنبلة نووية.. من دون اتفاق نخاطر بمزيد من الحروب في الشرق الأوسط». وتابع أنه إذا لم تنتهز الولايات المتحدة الفرصة لإبرام اتفاق «ستحكم علينا الأجيال المقبلة بقسوة». وناقش أوباما هذه القضية في مؤتمر صحافي عرضته أجهزة التلفزيون الوطنية بعد يوم من إبرام إيران والقوى العالمية الست اتفاقا في فيينا يقيد برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات. لكن أوباما قال أيضا إنه لا يضمن أن تكون إيران دولة معتدلة ولا يضمن أن توقف تدخلاتها في سوريا أو دعمها لحزب الله اللبناني، مشيرا إلى أن بلاده لن تعمد إلى تطبيع العلاقات مع إيران كما فعل ما كوبا قائلا إن الخلافات مع إيران ما زالت عميقة.
وعد خبراء الاتفاق انتصارا سياسيا لأوباما الذي جعل التواصل مع أعداء أميركا ملمحا يميز فترته الرئاسية، ولكن هذه الخطوة تعتبر أيضا أكبر مخاطرة في مجال السياسة الخارجية يقدم عليها أوباما منذ توليه الرئاسة عام 2009. ويقود أوباما الآن مسعى مكثفا للتصدي للمنتقدين الجمهوريين في الكونغرس ولطمأنة حلفاء الولايات المتحدة الذين تنتابهم المخاوف من طموحات إيران النووية في الشرق الأوسط. وقال: «من دون اتفاق سيتفكك نظام العقوبات الدولي ولا توجد فرصة تذكر لإعادة فرضه. وبهذا الاتفاق لدينا إمكانية حل لتهديد هائل للأمن الإقليمي والدولي بصورة سلمية». وتابع الرئيس الأميركي أنه من دون اتفاق ستزيد فرصة نشوب مزيد من الصراعات في الشرق الأوسط. وستشعر الدول الأخرى في المنطقة بأنها مجبرة على المضي قدما في برامجها النووية الخاصة «في أكثر مناطق العالم اضطرابا». وأضاف أنه يتوقع نقاشا محتدما في الكونغرس بشأن الاتفاق الذي قال إنه يقطع كل الطرق أمام إيران كي يكون لديها برنامج تسلح نووي. وبمقتضى الاتفاق سترفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مقابل موافقة إيران على خفض أنشطة برنامجها النووي الذي يشك الغرب أن هدفه صنع قنبلة نووية. وتقول إيران إن البرنامج أهدافه سلمية. وتعرض أوباما لسيل من الاتهامات من جانب أعضاء الكونغرس الجمهوريين وإسرائيل بأنه قدم لطهران أكثر مما ينبغي. وقال الرئيس الأميركي في شأن الأميركيين المحتجزين في إيران «من الهراء الاعتقاد أنه راضٍ عن احتجاز أميركيين في إيران، ولكن تضمين موضوع هؤلاء المواطنين في المحادثات النووية مع إيران سيزيد من تعقيد المفاوضات».
ويقول منتقدون إن الاتفاق به ثغرات، ولا سيما في إجراءات التفتيش يمكن أن تستغلها إيران. وسيمنح الاتفاق طهران فرصة فك تجميد الأصول لتمويل حروبها بالإنابة من سوريا إلى العراق إلى اليمن. وتعهد أوباما باستخدام حق النقض للتصدي لأي جهد لمنع إقرار الاتفاق. وعلى الرغم من أنه يواجه تحديا صعبا في الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون فإن من المرجح أن تتكلل جهود أوباما بالنجاح. من جهتها، أكدت مصادر أميركية رفيعة، أن الرئيس باراك أوباما، يسعى لاستعجال جلسة في مجلس الأمن الدولي من أجل الموافقة على «الاتفاق النووي»، مع إيران، وذلك لوضع الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، في وضع حرج، باعتبار أن الموافقة الجماعية المتوقعة للاتفاق يمكن أن تقدم صورة أن العالم كله يقف في جانب.. والكونغرس يقف في جانب آخر. ووصلت إلى واشنطن أمس سامنثا باور، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، لإجراء اتصالات مع البيت الأبيض والخارجية، بشأن خطوة الرئيس أوباما استعجال جلسة مجلس الأمن المقررة لمناقشة الاتفاق النووي. وكان أوباما، حذر في خطاب للشعب الأميركي صباح أول من أمس عندما أعلن الاتفاق، حذر الكونغرس بأنه سيستعمل الفيتو إذا عارض الكونغرس الاتفاق. وكان استعمل، أكثر من مرة، كلمتي «الحلفاء الغربيين»، مما يدل على أنه يتعمد أن ينبه الكونغرس بأن دولا غربية هامة، مثل بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا تؤيدان الاتفاق.
وقال أوباما أيضا، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، إن دول غربية ستهرول إلى إيران لعقد صفقات تجارية واقتصادية. ويبدو أن أوباما تعمد أن يقول ذلك لتنبيه الكونغرس بأن الشركات الأميركية ستضيع فرصا كثيرة إذا لم تنضم الولايات المتحدة إلى الدول المؤيدة للاتفاق. وينص الاتفاق الذي وقع في فيينا على أهمية الإسراع بتقديم الاتفاق إلى مجلس الأمن. وضع النص بناء على طلبين: أميركي وإيراني، بهدف تخفيض فرص ظهور معارضات داخلية، خاصة من قبل اليمينيين في إيران، والكونغرس الأميركي الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري. وأكد أوباما في حواره مع «نيويورك تايمز» أن الاتفاق يركز على الملف النووي فقط، وهو لا يشمل ما اعتبره أوباما «الأنشطة الإيرانية الضارة» في المنطقة وفي العالم برمته. وأكد أنه يشاطر أعضاء الكونغرس قلقهم من احتمال أن يتيح رفع العقوبات لإيران فرصة «تمويل الإرهاب» وتكثيف دعمها للنظام السوري وحزب الله. لكنه أكد أن واشنطن ستعمل مع حلفائها في المنطقة ومنهم دول الخليج وإسرائيل لوضع حد لهذه الأنشطة التي لا علاقة لها بالملف النووي. ويدرس الكونغرس الاتفاق ويتعين على أوباما تقديم الاتفاق النووي للكونغرس في غضون 5 أيام بعد عقده.
من جهتها، ستقدم باور مشروع قانون إجازة الاتفاق إلى مجلس الأمن باسم الدول التي اشتركت في مفاوضات فيينا، وهو ما يمكن أن ينبه الكونغرس إلى أن معارضة الاتفاق يمكن أن تكون لطمة في أوجه هذه الدول. يوم الثلاثاء، غردت السفيرة باور ثلاث مرات في صفحتها في موقع «تويتر» عن إيران. مرة، قالت إن الاتفاق مع إيران «تاريخي»، ومرة قالت إن إيران ستعاقب عقابا رادعا إذا خرقت الاتفاقية. ومرة أشادت بحفل إفطار رمضان السنوي الذي أقامته لسفراء مجموعة الدول الإسلامية، التي تشمل إيران. وأمس (الأربعاء)، أصدرت باور بيانا قالت فيه: «سترفع الولايات المتحدة مشروع قرار إلى مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة. سيكون ذلك باسم مجموعة دول الـ5+1+1 (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وألمانيا، والاتحاد الأوروبي». وأضافت: «سيجيز مشروع القرار، عندما يصبح قرارا، الاتفاق النووي مع إيران. وسينص على إجراءات هامة، منها استبدال الآلية الحالية للعقوبات بالية أكثر تشددا أجيزت في فيينا».
حسب وكالة الصحافة الفرنسية، تخضع إيران، في الوقت الحاضر، لسلسلة عقوبات فرضتها الأمم المتحدة، خلال التسعة أعوام الماضية. بداية من عام 2006، عندما تبنى مجلس الأمن أول قرار من جملة سبعة قرارات. وأمس (الأربعاء)، نقلت وكالة «رويترز» من الأمم المتحدة تصريحات أدلى بها سفير نيوزيلندا، جيرار فان بومن، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن خلال الشهر الحالي، قال فيها إنه في انتظار تعليمات حول موعد عقد أول جلسة لمناقشة الاتفاق الإيراني. وأضاف: «بالتأكيد، سيكون المجلس مستعدا للتحرك فور وصول مشروع القرار إلينا». حسب وكالة الصحافة الفرنسية، سيلغي مجلس الأمن السبعة قرارات السابقة عن إيران. لكنه لن يلغي حظر شراء إيران لأسلحة لمدة خمس سنوات. ولن يلغي حظر شراء إيران لتكنولوجيا الصواريخ لمدة ثماني سنوات. وسيشكل مجلس الأمن آلية لإعادة فرض جميع العقوبات تلقائيا إذا خالفت إيران الاتفاق وسيشكل لجنة مشتركة للتعامل مع أي شكاوى حول المخالفات.

الشرق الأوسط_اتفاق إيران: إسرائيل مكتوفة الأيدي أمام موقف واشنطن

دويتشه فيله: في رد فعل كان متوقعا رفضت إسرائيل بشدة الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني واعتبرت أنها غير ملزمة به. ويبدو أن توتر العلاقات مع واشنطن وموقفها الصارم من تلك المفاوضات أضعف من قوة ضغوطها هناك، فاكتفت بدور المتفرج. وبعد مفاوضات طويلة حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا بين الدول الست وإيران، والتي اتسمت جلساتها بالأخذ والرد توصلت الأطراف أخيرا إلى اتفاق، يجمع بين مرحب به ومحذر أو رافض له، كما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو الذي اعتبر أن بلاده لن تكون ملزمة بهذا الاتفاق وأنها ستدافع عن نفسها معتبرا أن الاتفاق "خطأ تاريخيا" كما توعد ببذل قصارى جهده لعرقلة طموحات إيران النووية. ورغم أن رد الفعل الإسرائيلي جاء متوقعا إلا أن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير اعتبر أن "الاتفاق مع إيران يعبر عن مسؤولية ويتعين على إسرائيل النظر إليه بعناية وعدم انتقاده بهذه القسوة"، كما كانت تصريحات وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في نفس السياق.
تخوفات إسرائيلية كبيرة
يأتي الاتفاق التاريخي بين إيران والقوى الست في وقت تشهد فيها العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تأزما وهو ما يشرحه المراقبون كسبب للقلق الكبير القائم داخل إسرائيل بعد فشلها في الضغط على الإدارة الأمريكية من أجل وقف الاتفاق مع إيران التي تعتبرها إسرائيل راعية للإرهاب وتهديدا لوجودها. ويشير خبراء إسرائيليون إلى أن الاتفاق الجديد يضع إسرائيل أمام مشاكل ينبغي التحضير لها، وتتجلى تلك المشاكل أساسا في حجم الأموال التي ستدخل إيران بمئات المليارات من الدولارات في وقت وجيز ، حيث قد يتحول جزء منها لتمويل الصناعات الأمنية والعسكرية وإلى نشر معدات قتالية بين التنظيمات والدول المقربة من إيران. ويقول المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحم في مقابلة مع DWعربية إن رد فعل إسرائيل جاء عنيفا وشديد اللهجة وفيه تلميحات بأن إسرائيل قد تستعمل كل الأوراق بما فيها ورقة التدخل العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية وهو موقف يراه داني روبنشتاين أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية طبيعيا بالنظر إلى مدى القلق الكبير الموجود داخل القيادة الإسرائيلية ولدى الشعب الإسرائيلي أيضا ، ويضيف في حديث ل DWعربية "إنه أمر طبيعي، هناك تهديدات بوتيرة شبه يومية من إيران بمحو إسرائيل، وإيران دولة زادت في تقوية نفوذها في المنطقة خلال السنوات الأخيرة".
الاتفاق والعلاقات الأمريكية الاسرائيلية
ويعبر خبراء عن اعتقادهم أن هناك ما يبرر سرور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، كما تناقلت ذلك صور الوكالات، وخروج الإيرانيين للشارع للاحتفال بالتوصل إلى اتفاق، حيث إن إيران خرجت "غانمة" من هذه الصفقة فلم تعد بذلك داخل دائرة الدول الإرهابية المغضوب عليها، كما ستحصل في الأشهر القادمة على 120 مليار كانت مجمدة، وسيتم رفع الحصار الاقتصادي المفروض عليها. يضاف إلى ذلك أن إيران استطاعت في نفس الوقت اشتراط موافقتها على تفتيش منشآتها. كانت هذه أحد أبرز نقاط الخلاف بين الأطراف المتفاوضة. لقد تم ذلك رغم تحذيرات إسرائيل وضغوطها في وقت مازالت تتسم فيه العلاقات بين نتانياهو وأوباما بالتوتر. ويضيف بن مناحم أن "الخلافات الشخصية الكبيرة بين نتيانياهو وأوباما لعبت دورا في تغييب دور إسرائيل عن المفاوضات والتأثير في مسارها". وتشهد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية توترا وصل إلى مستويات غير مسبوقة بسبب الاختلاف حول مسألتي الاستيطان والملف النووي الإيراني، وأفرز تردي العلاقات انقساما حتى بين الإسرائيليين أنفسهم إذ يُحمل البعض نتياهو مسؤولية توقيع الاتفاق مع إيران بسبب تصرفاته المتعالية في التعامل مع أوباما و إدارته. ويقول علي نوريزاده مدير مركز الدراسات الإيرانية العربية في لندن إن طموحات إيران النووية ليست هي المشكلة المطروحة بالنسبة لإسرائيل وإنما تخوفها من أن تتحول إيران إلى دولة معتدلة، ويضيف في حوار مع DWعربية أنه عندما تصبح إيران دولة معتدلة وتزول معها التهديدات الإيرانية بمحو إسرائيل من الوجود، ستتلاشى حينئذ تلك الإدعاءات التي تقدمها القيادة الإسرائيلية للتهرب من مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني، "المسؤولون الإسرائليون يتهربون من التزاماتهم في اتفاقية أوسلو متذرعين في ذلك بإيران، فهم يقولون كيف نتنازل عن أراض للفلسطينيين لينشئوا فيها دولتهم ونحن نواجه خطرا حقيقيا هو إيران" كما يشرح الخبير الإيراني.
الإتفاق وعلاقته بتعثرالسلام الفلسطيني الاسرائيلي
وفي الوقت الذي يرى فيه الخبير روبنشتاين أن تعثر عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ساهم أيضا فيما وصلت إليه الأمور مع إيران ، يعبر الخبير نوريزاده عن اعتقاده أن أمريكا أدارت ظهرها لإسرائيل لأن التهديدات بمحوها لم تعد تأتي من طهران. فواشنطن تعلم أن المرشد ليس وحده من يقرر اليوم في إيران، بل هناك أصوات أخرى... ". وبينما يرى البعض أنه لازال بإمكان إسرائيل "نسف" هذا الاتفاق عن طريق الضغط على أعضاء الكونغرس وعدم المصادقة عليه، يعتقد آخرون أن أقصى ما تستطيع تل أبيب القيام به الآن هو العمل على الاستفادة من هذا القرار بأكبر قدر ممكن، مثلا من خلال تعويضات سخية من الإدارة الأمريكية.

لبنان_البرلمان اللبناني يفشل للمرة الـ26 بانتخاب رئيس للبلاد

وكالات: أرجأ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الجلسة الـ26 لانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية التي كانت مقررة الأربعاء إلى 12 أغسطس المقبل. وقال مصدر رسمي لبناني إن بري أرجأ جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية بسبب عدم اكتمال النصاب . وبذلك تكون الجلسة المقبلة في 12 أغسطس المقبل هي الجلسة السابعة والعشرين لانتخاب الرئيس بعد أن عجز النواب عن إنجاز المهمّة خلال ستة وعشرون جلسة سابقة ، لم يؤمّن النصاب في خمسة وعشرين منها. يذكر أن النصاب القانوني لانتخاب رئيس للجمهورية هو حضور 86 نائبا جلسة الانتخاب، من أصل 128 نائبا، وفي حال عدم حصول المرشّح على ثلثي الأصوات، تجري عملية اقتراع جديدة يحتاج فيها المرشّح الى 65 صوتاً على الأقل للفوز بالمنصب. وأقد علن رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل الجلسة التي حضرها 48 نائبا، من أصل 86 يشكلون النصاب القانوني لجلسة الانتخاب. يذكر أن النواب اللبنانيين يحاولون انتخاب رئيس جديد للبلاد، منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، في 25 مايو 2014، إلا أن محاولاتهم لم تنجح حتى اليوم، في ظل غياب التوافق السياسي.
ولا يزال سمير جعجع (62 عاماً)، رئيس حزب القوات اللبنانية، والنائب هنري حلو، مرشح الوسط الذي يدعمه النائب والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، المرشحين الرسميين البارزين في السباق الرئاسي، فيما المرشح القوي الآخر غير المعلن رسمياً، فهو رئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون (حليف حزب الله)، الذي كان قائدًا للجيش اللبناني من 23 يونيو 1984 وحتى 27 نوفمبر 1989، ورئيسا للحكومة العسكرية الانتقالية، التي تشكلت عام 1988، إثر الفراغ الرئاسي الذي شهده لبنان بعد انتهاء ولاية الرئيس آنذاك، أمين الجميّل. ويتيح الدستور لمجلس النواب، انتخاب أي مسيحي ماروني لم يعلن عن ترشحه. وتنقسم القوى الأساسية في البرلمان بين حلفي "14 آذار"، المناصر للثورة السورية، و"8 آذار" الداعم للنظام السوري، بالإضافة إلى الوسطيين وعلى رأسهم جنبلاط، ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي. وتُحمّل قوى "14 آذار" مسؤولية الفراغ الرئاسي الذي يشهده لبنان منذ 25 مايو لكل من حزب الله وحليفه عون، بسبب تعطيلهما المتكرر لنصاب انتخاب الرئيس داخل مجلس النواب. يذكر أن المسيحي الأرثوذكسي شارل دباس، كان أول من تولى رئاسة الجمهورية اللبنانية عام 1926، وذلك بعد إقرار دستور البلاد في عهد الانتداب الفرنسي، وفي عام 1943 اتفق مسلمو لبنان ومسيحيوه بموجب الميثاق الوطني، وهو اتفاق غير مكتوب، على توزيع السلطات، على أن يتولى الرئاسة مسيحي ماروني لولاية تمتد 6 سنوات غير قابلة للتجديد، مقابل أن يكون رئيس الوزراء مسلماً سنياً، ورئيس البرلمان مسلماً شيعياً، وما يزال هذا العرف الدستوري سارياً حتى الآن.

العراق_قرن مضى والعراق يعاني لعنة ثروة النفط والغاز

العرب اللندنيةارتبط اسم العراق منذ مطلع القرن العشرين بثروته النفطية، التي كانت في بعض الفترات سببا في عملية تنمية نموذجية، لكنها كانت في فترات أخرى سببا في معظم الصراعات والحروب التي شهدها العراق خلال العقود الماضية. ويثير التاريخ الطويل للصناعة النفطية في العراق الكثير من الأسئلة، التي تبحث عن أجوبة، والتي يتناولها كتاب للباحث غانم العناز، يحمل عنوان "العراق وصناعة النفط والغاز في القرن العشرين". ويقدم الكتاب تغطية شاملة لكافة أوجه صناعة النفط والغاز العراقية خلال القرن العشرين وما بعده. حيث أعطى أهمية خاصة للمواضيع التاريخية والتجارية والسياسية والفنية التي تشمل التنقيب والاكتشاف والتطوير والإنتاج، إضافة إلى المصافي ومنشآت معالجة النفط والغاز وتسويق المنتجات وتوزيعها. ويتناول تفاصيل امتيازات التنقيب الأولى التي تم الحصول عليها لصالح مجموعة شركة نفط العراق المحدودة بواسطة الدعم والنفوذ الذي قدمته الحكومة البريطانية لها يوم كان العراق تحت الانتداب البريطاني، إضافة إلى إدراج ومناقشة 84 من حقول النفط والغاز التي تم اكتشافها حتى الآن.
ويستعرض المُؤَلّفُ خطوط أنابيب تصدير النفط عبر كل من سوريا ولبنان وفلسطين وتركيا إلى البحر المتوسط، إضافة إلى البحث عن كافة النزاعات الطويلة والمريرة في بعض الأحيان في الأمور التجارية والسياسية سواء كان ذلك بين تلك الدول أو بينها وبين شركات النفط العالمية من خلال دورها وحصصها في شركة نفط العراق. ويغوص عميقا في العلاقات المتذبذبة بين العراق وشركة نفط العراق خلال العقود التي سبقت تأميم النفط، وما بعدها وصولا إلى تحليل طريقة إدارة ثروة العراق النفطية بعد عام 2003. ويتناول العناز تفاصيل تلك المجمعات وطبيعة حياتها في كلّ من كركوك والبصرة وفي محطات ضخّ النفط بالقرب من بيجي وحديثة والقائم. ويقُول إنّ مجمع شركة نفط الموصل في عين زالة، كان يضمّ أشهر تلك البلدات والتّجمعات السكنية، وأنّه كان أشبه بمنتجع سياحي أقيم على تلال عين زالة المرتفعة ذات الطبيعة الجميلة والمناخ المعتدل.
بداية التسابق الغربي
تم اكتشاف النفط بكميات تجارية كبيرة في العراق لأول مرة في التاريخ في حقل كركوك العملاق من قبل شركة النفط التركية (شركة نفط العراق لاحقاً) عندما انفجرت البئر الأولى فيه في 14 نوفمبر 1927. وقد أكّد ذلك الاكتشاف، وفق الكتاب، تكهنات عدد من الدول العظمى في ذلك الوقت مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة التي تتعلق بوجود احتياطات كبيرة متوقعة في العراق. وأشار المؤلف إلى أنّ ذلك فتح شهية تلك الدول للتسابق والمساهمة في الحصول على امتيازات نفطية لشركاتها أسوة بشركة نفط العراق. وتم على إثر ذلك في عام 1928 تشكيل شركة جديدة باسم شركة إنماء النفط البريطانية للحصول على امتيازات نفطية في العراق، والتي أصبحت تدعى فيما بعد بشركة نفط الموصل. وأوضح المؤلف أنّ ممثل شركة إنماء النفط البريطانية قام بتقديم عرض شفوي إلى الملك فيصل الأول في مايو عام 1928 تضمن اقتراحا جديدا غير موجود في اتفاقية 1925 مع شركة النفط التركية لإنشاء خط للسكة الحديد من العراق إلى البحر المتوسط، وهو ما كانت الحكومة العراقية تسعى لتحقيقه. وفي ديسمبر 1928 قامت الشركة البريطانية بتقديم عرض جديد تضمن تقديم قرض للحكومة العراقية بمبلغ 2.1 مليون جنيه استرليني لمدة 30 سنة بفائدة قدرها 5.5 بالمئة. وعرضت على الحكومة العراقية فرصة للمشاركة في أسهم الشركة بنسبة 25 بالمئة، لكن مجلس الوزراء رفضه لكونه كان مبنيا على مبدأ إعلان المناقصات ومشروطا بنتائجها.
ويذكر الكتاب أن انتشار خبر إنشاء شركة إنماء النفط البريطانية وسعيها للحصول على اتفاقية لاستكشاف النفط في العراق، كان له وقع كبير في الأوساط الدولية، ممّا دفع الحكومة الإيطالية، بعد حرمانها من المشاركة في شركة نفط العراق، للمطالبة بالمساهمة في الشركة. ويضيف أن ذلك أدى في وقت لاحق إلى منح شركة النفط الوطنية الإيطالية (أجيب) حصة تبلغ 40 بالمئة من شركة انماء النفط البريطانية في أغسطس عام 1929. ويشير العناز إلى أنّ الألمان شعروا بالغبن أيضا لعدم إعطائهم فرصة للمشاركة في الشركة، بعد أن خسروا حصتهم فيها نتيجة خسارتهم للحرب العالمية الأولى. وقد تمت ترضيتهم في أبريل عام 1930 بـ15 بالمئة. وبعد ذلك طالب الفرنسيون والسويسريون بإشراكهم في الغنيمة فتم لهم ذلك وأعيد توزيع أسهم الشركة بشكل نهائي كالتالي، لتحتفظ بريطانيا بحصتها عند 51 بالمئة وتنخفض حصة الإيطاليين إلى 25 بالمئة، ويحصل الألمان على 12 بالمئة، ويتقاسم السويسريون والفرنسيون الحصة المتبقية البالغة 12 بالمئة.
وأشار المؤلف إلى أن “شركة النفط التركية وقعت مع الحكومة العراقية اتفاقية النفط الأولى في مارس عام 1925 لكن الشركة لم تستطع الالتزام ببعض شروط تلك الاتفاقية بالرغم من منحها سنة إضافية. وقد نتج عن ذلك إلغاء الاتفاقية في نوفمبر عام 1928 والدخول في مفاوضات جديدة. ويقول إن إلغاء تلك الاتفاقية كان من حسن حظ الحكومة العراقية، لأن مفاوضيها تمكنوا بعد إبرام اتفاقية شركة إنماء النفط البريطانية، من تقليص حقوق الشركة التركية والحصول على شروط أفضل في اتفاقية مارس عام 1931. وتمّ بموجب الاتفاقية الجديدة تحديد منطقة امتياز الشركة التركية بالأراضي الواقعة شرق نهر دجلة من شمال العراق بمساحة قدرها 32 ألف ميل مربع لتصبح بموجب ذلك الأراضي الواقعة غرب دجلة متوفرة للاستثمار من قبل شركات أخرى.
نظرة شاملة
يقدم كتاب غانم العناز نظرة شاملة وفريدة عن أوضاع العراق النفطية، مما يجعله كتابا مرجعا مهما للمهتمين بشؤون النفط العراقي من خبراء ومؤرخين وسياسيين وأكاديميين وباحثين وحتى شركات نفط دولية. كما تضمّن الكثير من الخرائط التاريخية والجداول الإحصائية والصور النادرة المتعلّقة بصناعة النفط والغاز في العراق. وسعى العناز إلى أن يكون المُنطلق عرضا تاريخيا لصناعة النفط في العراق منذ ولادتها وحتى الآن، إضافة إلى ما شهدته منطقة الشرق الأوسط من تنافس وسباق على استخراج النفط منذ بدايات القرن الماضي، مستعرضا الجهود التي بذلت من جانب بريطانيا وشركات النفط الغربية للمشاركة في التنقيب على الثروات العراقية والتنازلات التي قدمها العراق للشركات العاملة في ميدان النفط. ويقدم من ثمة تحليلا لتاريخ العلاقات بين الحكومة العراقية وشركة نفط العراق (آي.بي.سي) خلال فترة الحكم الملكي، ليتناول فيما بعد ما استجد بعد ثورة عام 1958 ونظام عبدالكريم قاسم، من خلال تقديم عرض تفصيلي لتوتر العلاقات بين الحكومة العراقية وشركة نفط العراق بعد نجاح الثورة.
وحظيت ثورة عام 1968 ونظام حزب البعث الذي تبوأ السلطة بعد 17 يوليو 1968، باهتمام الكاتب. حيث تناول بالتفصيل ما سبق وتزامن ونتج عن قرار تأميم النفط العراقي في عام 1972 والمباحثات التي جرت بين ممثلي الحكومة العراقية وممثلي شركات النفط الغربية التي كانت عاملة في العراق. ليتطرق بعد ذلك إلى تاريخ تأسيس وزارة النفط العراقية وشركة النفط الوطنية العراقية منذ تأسيسها وكذلك إصدار القانون رقم 80 في 12 ديسمبر عام 1961. ولفت بعد ذلك إلى تفاصيل الجهود التي بذلت لتطوير إنتاج الحقول العراقية. وتناول في الفصول الأخيرة تفاصيل شبكات خطوط أنابيب نقل النفط من مناطق المنبع إلى المصب. ليخلص إلى تناول تطورات إنتاج النفط العراقي السنوي خلال القرن العشرين، متوسّعا في ذلك ليتناول بعد ذلك المرافق السكنية والاجتماعية التي توفرت للعاملين في ميدان صناعة النفط في العراق.

امريكا_كارتر يزور السعودية لإقناعها بمزايا الاتفاق النووي

وكالات: قالت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس أمس الأربعاء إن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر سيسافر إلى السعودية في إطار جهود إدارة الرئيس باراك أوباما لاقناع الحلفاء المتشككين في المنطقة بمزايا الاتفاق النووي مع إيران. وستبدأ جولة كارتر الأسبوع القادم وهي واحدة من عدة مبادرات يقوم بها الرئيس باراك أوباما وطاقمه للترويج للاتفاق المثير للجدل في الداخل والخارج وستشمل الجولة توقفا في اسرائيل. وأعطت رايس في مقابلة أجرتها معها رويترز دلالة قوية على أنه سيتم شحن بعض من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب الى روسيا في إطار الاتفاق التاريخي قائلة إن الولايات المتحدة لن تكون قلقة من ذلك. وأضافت "يمكن شحنه إلى دولة ثالثة مثل روسيا. ربما تكون هذه الوسيله الأرجح…روسيا لديها المواد الانشطارية الخاصة بها وتتعامل معها على نحو ملائم..لسنا قلقين من ذلك".
ورفضت المخاوف القائلة بأن ايران قد تخفي مواد نووية خلال فترة الانتظار التي مدتها 24 يوما إذا أثار الموقعون على الاتفاق الشكوك بشأن مواقع عسكرية أو مواقع أخرى. وقالت رايس إن الاتفاق يلزم إيران بالسماح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول أي مواقع يشتبه فيها إذا طلب ذلك خمسة من الاطراف الثمانية الموقعة على الاتفاق. والموقعون على الاتفاق هم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي وإيران. وقالت رايس ان الولايات المتحدة ستبحث سبل تعزيز تعاونها الأمني مع إسرائيل التي تعارض الاتفاق بشدة. وسيسافر كارتر إلى إسرائيل في الأيام القادمة. وكان قد تم الاعلان مسبقا عن زيارته للمملكة العربية السعودية. أضافت رايس "نتطلع لأن نناقش مع الإسرائيليين كيفية تعزيز تعاوننا الأمني والمخابراتي إذا كانوا مهتمين بالأمر ولديهم الاستعداد".
وتابعت "سيذهب وزير الدفاع اش كارتر إلى إسرائيل في مطلع الأسبوع وإلى السعودية وسيواصل تعاوننا العملي مع كل من اسرائيل وشركائنا في الخليج". وقالت رايس انه اذا التزمت طهران بشروط الاتفاق ورفعت عنها العقوبات خلال أشهر فإن تدفقات إيران الجديدة من النفط لن تصل إلى الأسواق دفعة واحدة لكن من المرجح أن تخفض أسعار النفط العالمية لفترة من الوقت على الأقل. وعندما سئلت عن الحظر الأمريكي على صادرات النفط الداخلية قالت رايس إن القضية لا تتعلق برفع العقوبات عن إيران. وتحظر واشنطن معظم صادرات النفط الخام منذ أن أثار حظر النفط العربي في أوائل السبعينات مخاوف من نقص المعروض.