يبدو أن أزمة الموانئ النفطية في ليبيا على وشك أن تحل. فقد نقلت وكالة الأنباء الليبية عن شيخ قبيلة المغاربة أمس الاثنين قوله إن مسلحين في شرق البلاد على وشك توقيع اتفاق لإعادة فتح عدة موانئ نفطية أغلقت منذ الصيف الماضي بهدف الضغط على طرابلس، للحصول على حكم ذاتي ونصيب أكبر من عائدات النفط.
تأتي هذه التصريحات- وهي الأكثر تفاؤلاً منذ عدة أشهر- بعد تلبية الحكومة لطلب المقاتلين بإطلاق سراح ثلاثة محتجين رافقوا ناقلة حملت النفط من ميناء خاضع لسيطرة المحتجين قبل أن تعيدها البحرية الأميركية إلى الحكومة الليبية.
ويبقى هذا الإعلان موضع تشكيك، لأن الزعيم القبلي نفسه توقع في ديسمبر الماضي، أن تنهي الميليشيا المدججة بالسلاح حصارها للموانئ الثلاثة، التي كانت تصدر في السابق 600 ألف برميل نفط يوميا.
ونقلت الوكالة عن صالح لطيوش شيخ قبيلة المغاربة قوله بشأن محادثات تجريها الحكومة بوساطة من شيوخ القبائل "إن بوادر انفراج قريبة جداً لفتح الموانئ النفطية المقفلة منذ فترة بشرق البلاد تلوح في الأفق". ولم يحدد إطاراً زمنياً.
وقال لطيوش "إن مساعي حثيثة جارية هذه الأيام بين لجان فتح الموانئ مع الأطراف التي أغلقتها، وإن مبادرات حسن نوايا وإثبات جدية الاتفاقيات طرحت بالخصوص، وإن الأمور تسير حسب ما هو مرتب لها ما لم يحدث أي خرق أمني أو تصعيد مسلح".
يذكر أن حصار الموانئ واحد من تحديات كثيرة تواجه الحكومة التي لا تستطيع بسط الأمن في أنحاء البلاد بعد ثلاثة أعوام على سقوط معمر القذافي. في حين تسعى السلطات الليبية جاهدة للسيطرة على الميليشيات ورجال القبائل المسلحين الذين ساعدوا في الإطاحة بالقذافي في الحرب الأهلية عام 2011، لكنهم يلعبون دوراً سياسياً ويطالبون بالسلطة وعائدات النفط ويسيطرون على بعض المناطق.